ل تعتبر حالات القلب المقلوب عاهة خلقية؟
د. اياس: تعتبر حالة القلب المقلوب حالة نادرة جدا تظهر واحد منها كل 10 الاف ولادة تقريبا، وهي عبارة عن مجموعة من الظواهر ترافق كل حالة، وسنأتي على ذكرها من الابسط الى الاكثر تعقيدا،وابسط هذه الحالات يكون فيها القلب وسائر اعضاء الجسم الداخلية مقلوبة، التي في جهة اليمين نجدها على جهة اليسار والعكس صحيح هذه الحالات. عادة ما يتم الكشف عنها بطريق الصدفة لان المولود في هذه الحالة يكون طبيعيا جدا، ولا يعاني من أية مشاكل، وقد يتم اكتشافها عند اجراء فحص عادي للمولود بواسطة سماعة الطبيب ( النصاتة)، في هذه الحالة تكون الاعضاء الداخلية للمولود في حالتها الطبيعية كما لو ان شخصا عاديا يقف امام المرآة، فيكون الكبد في المركز ويميل الى اليسار، المعدة على اليمين، الطحال من جهة اليمين وشكل الرئتين يختلف( معكوسا) ولا يكون هنالك خلل في اي عضو وكل الاعضاء تقوم بوظائفها على اكمل وجه، دون اية مشاكل او محدوديات او عوائق سوى انه اذا ما احتاج لعملية في المستقبل عليه ان يبلغ الطبيب بأن اعضاءه مقلوبة.
قبل ان نكمل في الحالات الاكثر تعقيدا... الا ينبغي ان يتم اكتشاف هذه الحالة خلال فترة الحمل؟
د. اياس: يجوز الكشف عن هذه الحالة خلال الحمل ولكن اعتقد انه صعب جدا، في حين انه لا توجد مقاييس نسبية تقيمية خلال فحص الاولتراساوند لكي تشير الى وجود مثل هذه الظاهرة وبما ان هذه الحالة ليست مرضية فليس هناك حاجة او ضرورة للكشف عنها قبل ولادة الجنين اما في حال خضوع المرأة الحامل لفحص المسح الشامل لاعضاء الجنين فلا شك انه يتم الكشف عن هذه الحالة.
نسبة امراض القلب بين المواليد هي 8 لكل الف ولادة يعني تقريبا1% نسبة التشوهات القلبية لدى الاطفال، ولدى العرب واليهود المتدينين تكون النسبة اعلى لانهم كثيرا ما يرفضون اجراء الفحوصات التي ذكرناها، ويرفضون فكرة الاجهاض اذا ما نصحهم الاطباء بضرورة اجرائه
لنكمل الحديث عن الحالات الاكثر تعقيدا؟
د. اياس: هنالك عارض مرضي يرافق هذه الحالة البسيطة التي جئنا على ذكرها، وهي الحالة التي نسميها « كرطچينير» وهو خلل في الاهداب والشعيرات الدقيقة في جهاز التنفس العلوي، القصبة الرئوية والانف، ونتيجة هذا الخلل تحدث التهابات في الجيوب الانفية وفي الرئتين، وقد يكون هنالك خلل ايضا الاعضاء التناسلية، وقد تسبب له العقم. هنالك حالات نادرة اخرى يكون فيها القلب فقط مقلوب او القلب وبعض الاعضاء وليس جميعها كما في الحالة السابقة، بمعنى ان الرئتين في نفس الاتجاه وليس واحدة معاكسة للاخرى، او يكون بدون طحال اطلاقا والحديث هنا عن انقلاب جزئي عشوائي في اعضاء الجسم الداخلية، وهذه الحالة عادة ما يرافقها تشوهات في القلب نفسه، بالاضافة الى خلل وظيفي في عمل القلب او في الشرايين والصمامات المتصلة بالقلب، وهذه الحالة ينبغي الكشف عنها مبكرا قدر الامكان ومثل هذه الحالة عادة ما يتم الكشف عنها خلال الحمل بسبب عدم التناسق والانسجام بين الاعضاء الداخلية. وهنالك حالة اخرى تكون فيها ازدواجية في الاعضاء وتكون الجهة اليسرى مرآة للجهة اليمنى، هذه الحالة اكثر تعقيدا ويرافقها تشوهات في القلب اكثر خطورة، ويحتاج المولود في هذه الحالة منذ الولادة الى عمليات قسطرة وجراحة وغيرها.
د.اياس قاسم
الطب يعتبر هذه الحالات عاهات خلقية؟
د. اياس: الحالة الثانية والثالثة بلا شك هي عاهات خلقية بعضها خطيرة، اما الحالة الاولى فهي ظاهرة طبيعية نادرة ليس لها اي تأثير يذكر على وظائف الاعضاء لذلك لا تعتبر عاهة خلقية وانما حالة نادرة.
متى يبدأ علاج هذه الحالات التي تعتبر عاهات خلقية؟
د. اياس: معظمهم يولدون بولادة عادية، ويبدأ العلاج فور ولادتهم يحصلون على ادوية معينة لضمان حياة المولود، وهنالك بعض الحالات التي لا تكون خطيرة يمكن تأجيل علاجها الى مرحلة متقدمة اكثر.. اماالولادة، حسب نوع وحدَّة التشوه وطبعا هنالك حالات خطيرة جدا قد تسبب وفاة المولود في حال عدم نجاح العمليات التي تجرى لاعادة ترتيب الاعضاء الداخلية.
امراض القلب عادة يكون لها علاقة مباشرة بالعامل الوراثي كما في أمراض السكري وضغط الدم والكولسترول وغيرها، ولكن ليس بالامكان الاشارة الى المسبب بشكل قاطع وواضح.
هل يحتاج هؤلاء الى رقابة طبية مدى الحياة؟
د. ا ياس: بلا شك... باستثناء الحالة الاولى، فبعد التأكد من سلامة القلب ووظيفته، وفحص بقية الاعضاء والاهداب والشعيرات، عندها لا حاجة للرقابة.. اما الحالات الاخرى التي يرافقها تشوه في القلب حتى لو كان بسيطا فانه يحتاج الى رقابة حتى لو مرة في السنة او مرة في الخمس سنوات، اما التشوهات الخطيرة فبحاجة الى رقابة دائمة ومستمرة كل بضعة اسابيع حتى شهر.
ما الذي يسبب هذه الحالات؟ هل هنالك عامل وراثي؟
د. اياس: امراض القلب عادة يكون لها علاقة مباشرة بالعامل الوراثي كما في أمراض السكري وضغط الدم والكولسترول وغيرها، ولكن ليس بالامكان الاشارة الى المسبب بشكل قاطع وواضح، ونسبة امراض القلب بين المواليد من البشر تبلغ نحو 1% بعضها تكون بسيطة جدا وتختفي اثارها بعد اسابيع او شهور قليلة، فاذا كان احد افراد العائلة يعاني من تشوه في القلب فلا شك ان نسبة ولادة شخص اخر يحمل تشوها تصبح اعلى من النسبة المذكورة، هنالك مسبب اخر هو التشوه في الكروموزمات التي تحمل العوامل الوراثية، ربما يكون السبب استعمال الام ادوية معينة، او تعرضها للاشعة خلال بعض الفحوصات ولم تبلغ الطبيب انها حامل هنالك سبب اخر قد يكون ناجما عن مرض الأم خلال فترة الحمل قد يؤثر على تطور اعضاء الجنين كالحصبة او الجدري او اي مرض مزمن كلها قد تؤثر على نمو الجنين.
كيف يجب على العائلات ان تتصرف في حال ولادة طفل يعاني من تشوه في القلب او الاعضاء الداخلية؟
د. اياس: ولادة مولود من هذا النوع بلا شك يعتبر ازمة في العائلة التي انتظرت طفلا معافى، واحيانا يضطر احد الوالدين الى ترك عمله للتفرغ لعلاج ورعاية هذا المولود، ومن الجانب الاخر فانه في بعض الحالات نطلب من الاهل ان يجروا فحوصات، خاصة اذا كان لدى المولود تضخم في عضلة القلب فيمكن من خلال هذه الفوصات الكشف عن امراض وراثية يعاني منها عدد من افراد العائلة، ونحن نلزم العائلة باجراء الفحوصات والتحاليل كذلك في الحالات التي يكون فيها توسع في شرايين القلب.
هل هنالك تشوهات خلقية صعبة يمكن الشفاء منها بشكل كامل ؟
د. اياس: نعم .. بلا شك كثيرا ما يستمر المولود مع تشوهات خلقية بحياة عادية بعد اجراء سلسلة من العمليات، وقد يعاني في البداية من تأخر بيئي او ذهني بسبب انحسار المرحلة الاولى من حياته بين المستشفى والبيت وعدم المرور بالمراحل الطبيعية للتطور الذهني، ولكنه بعد الشفاء يعود ويلتحق بابناء جيله وتكون حياته طبيعية جدا.
اذا ما قررت عائلة لمولود مصاب بهذا النوع من التشوهات ان تنجب مولودا اخر.. هل هنالك وسائل او سبل وقاية تضمن عدم ولادة طفل آخر مشوّه؟
د. اياس: لا توجد وسائل وقاية لان سبب هذه التشوهات غير معروف، ولكن هنالك فحص يتم اجراؤه بين الاسابيع 23-25 وهو فحص « ايكو» القلب او « اولتراساوند» لقلب الجنين، وفي هذه الحالة يمكن تشخيص اي عاهة في القلب، واذا كان بالامكان معالجتها بعد الولادة ننصح باستمرار الحمل اما اذا كان التشوه خطيرا ويشكل خطرا على حياة المولود فننصح بوقف الحمل، للتخفيف من معاناة الاهل والمولود على السواء.
ما هي نسبة الاولاد الذين يولدون مع عاهات في القلب او الذين يصابون في مراحل متقدمة من عمرهم بامراض قلب، وهل هنالك تفاوت في النسبة بين الوسطين العربي واليهودي؟
د. اياس: هذا سؤال مهم وواسع، نسبة امراض القلب بين المواليد هي 8 لكل الف ولادة يعني تقريبا1% نسبة التشوهات القلبية لدى الاطفال، ولدى العرب واليهود المتدينين تكون النسبة اعلى لانهم كثيرا ما يرفضون اجراء الفحوصات التي ذكرناها، ويرفضون فكرة الاجهاض اذا ما نصحهم الاطباء بضرورة اجرائه لذلك نجد النسبة عند هاتين الفئتين. اعلى بقليل اما بالنسبة للامراض التي تحدث للمولود بعد ولادته فهنالك التهابات فيروسية تصيب عضلة القلب وهنالك حالات تضخم القلب ايضا تظهر بعد الولادة واحيانا بعد سنوات من الولادة وكذلك امراض تصيب الشرايين التاجية وامراض تصيب الصمامات كالالتهابات وغيرها، لذلك فان امراض القلب تزيد عن 1% لدى الاطفال بعد ولادتهم دون فرق بين العرب واليهود الا في حالات وجود هذه الحالات في العائلة ويحدث زواج الاقارب فإن احتمال ظهور هذه الامراض يزداد.
د.اياس قاسم متخصص في موضوع القلب لدى الاطفال
د. اياس: تعتبر حالة القلب المقلوب حالة نادرة جدا تظهر واحد منها كل 10 الاف ولادة تقريبا، وهي عبارة عن مجموعة من الظواهر ترافق كل حالة، وسنأتي على ذكرها من الابسط الى الاكثر تعقيدا،وابسط هذه الحالات يكون فيها القلب وسائر اعضاء الجسم الداخلية مقلوبة، التي في جهة اليمين نجدها على جهة اليسار والعكس صحيح هذه الحالات. عادة ما يتم الكشف عنها بطريق الصدفة لان المولود في هذه الحالة يكون طبيعيا جدا، ولا يعاني من أية مشاكل، وقد يتم اكتشافها عند اجراء فحص عادي للمولود بواسطة سماعة الطبيب ( النصاتة)، في هذه الحالة تكون الاعضاء الداخلية للمولود في حالتها الطبيعية كما لو ان شخصا عاديا يقف امام المرآة، فيكون الكبد في المركز ويميل الى اليسار، المعدة على اليمين، الطحال من جهة اليمين وشكل الرئتين يختلف( معكوسا) ولا يكون هنالك خلل في اي عضو وكل الاعضاء تقوم بوظائفها على اكمل وجه، دون اية مشاكل او محدوديات او عوائق سوى انه اذا ما احتاج لعملية في المستقبل عليه ان يبلغ الطبيب بأن اعضاءه مقلوبة.
قبل ان نكمل في الحالات الاكثر تعقيدا... الا ينبغي ان يتم اكتشاف هذه الحالة خلال فترة الحمل؟
د. اياس: يجوز الكشف عن هذه الحالة خلال الحمل ولكن اعتقد انه صعب جدا، في حين انه لا توجد مقاييس نسبية تقيمية خلال فحص الاولتراساوند لكي تشير الى وجود مثل هذه الظاهرة وبما ان هذه الحالة ليست مرضية فليس هناك حاجة او ضرورة للكشف عنها قبل ولادة الجنين اما في حال خضوع المرأة الحامل لفحص المسح الشامل لاعضاء الجنين فلا شك انه يتم الكشف عن هذه الحالة.
نسبة امراض القلب بين المواليد هي 8 لكل الف ولادة يعني تقريبا1% نسبة التشوهات القلبية لدى الاطفال، ولدى العرب واليهود المتدينين تكون النسبة اعلى لانهم كثيرا ما يرفضون اجراء الفحوصات التي ذكرناها، ويرفضون فكرة الاجهاض اذا ما نصحهم الاطباء بضرورة اجرائه
لنكمل الحديث عن الحالات الاكثر تعقيدا؟
د. اياس: هنالك عارض مرضي يرافق هذه الحالة البسيطة التي جئنا على ذكرها، وهي الحالة التي نسميها « كرطچينير» وهو خلل في الاهداب والشعيرات الدقيقة في جهاز التنفس العلوي، القصبة الرئوية والانف، ونتيجة هذا الخلل تحدث التهابات في الجيوب الانفية وفي الرئتين، وقد يكون هنالك خلل ايضا الاعضاء التناسلية، وقد تسبب له العقم. هنالك حالات نادرة اخرى يكون فيها القلب فقط مقلوب او القلب وبعض الاعضاء وليس جميعها كما في الحالة السابقة، بمعنى ان الرئتين في نفس الاتجاه وليس واحدة معاكسة للاخرى، او يكون بدون طحال اطلاقا والحديث هنا عن انقلاب جزئي عشوائي في اعضاء الجسم الداخلية، وهذه الحالة عادة ما يرافقها تشوهات في القلب نفسه، بالاضافة الى خلل وظيفي في عمل القلب او في الشرايين والصمامات المتصلة بالقلب، وهذه الحالة ينبغي الكشف عنها مبكرا قدر الامكان ومثل هذه الحالة عادة ما يتم الكشف عنها خلال الحمل بسبب عدم التناسق والانسجام بين الاعضاء الداخلية. وهنالك حالة اخرى تكون فيها ازدواجية في الاعضاء وتكون الجهة اليسرى مرآة للجهة اليمنى، هذه الحالة اكثر تعقيدا ويرافقها تشوهات في القلب اكثر خطورة، ويحتاج المولود في هذه الحالة منذ الولادة الى عمليات قسطرة وجراحة وغيرها.
د.اياس قاسم
الطب يعتبر هذه الحالات عاهات خلقية؟
د. اياس: الحالة الثانية والثالثة بلا شك هي عاهات خلقية بعضها خطيرة، اما الحالة الاولى فهي ظاهرة طبيعية نادرة ليس لها اي تأثير يذكر على وظائف الاعضاء لذلك لا تعتبر عاهة خلقية وانما حالة نادرة.
متى يبدأ علاج هذه الحالات التي تعتبر عاهات خلقية؟
د. اياس: معظمهم يولدون بولادة عادية، ويبدأ العلاج فور ولادتهم يحصلون على ادوية معينة لضمان حياة المولود، وهنالك بعض الحالات التي لا تكون خطيرة يمكن تأجيل علاجها الى مرحلة متقدمة اكثر.. اماالولادة، حسب نوع وحدَّة التشوه وطبعا هنالك حالات خطيرة جدا قد تسبب وفاة المولود في حال عدم نجاح العمليات التي تجرى لاعادة ترتيب الاعضاء الداخلية.
امراض القلب عادة يكون لها علاقة مباشرة بالعامل الوراثي كما في أمراض السكري وضغط الدم والكولسترول وغيرها، ولكن ليس بالامكان الاشارة الى المسبب بشكل قاطع وواضح.
هل يحتاج هؤلاء الى رقابة طبية مدى الحياة؟
د. ا ياس: بلا شك... باستثناء الحالة الاولى، فبعد التأكد من سلامة القلب ووظيفته، وفحص بقية الاعضاء والاهداب والشعيرات، عندها لا حاجة للرقابة.. اما الحالات الاخرى التي يرافقها تشوه في القلب حتى لو كان بسيطا فانه يحتاج الى رقابة حتى لو مرة في السنة او مرة في الخمس سنوات، اما التشوهات الخطيرة فبحاجة الى رقابة دائمة ومستمرة كل بضعة اسابيع حتى شهر.
ما الذي يسبب هذه الحالات؟ هل هنالك عامل وراثي؟
د. اياس: امراض القلب عادة يكون لها علاقة مباشرة بالعامل الوراثي كما في أمراض السكري وضغط الدم والكولسترول وغيرها، ولكن ليس بالامكان الاشارة الى المسبب بشكل قاطع وواضح، ونسبة امراض القلب بين المواليد من البشر تبلغ نحو 1% بعضها تكون بسيطة جدا وتختفي اثارها بعد اسابيع او شهور قليلة، فاذا كان احد افراد العائلة يعاني من تشوه في القلب فلا شك ان نسبة ولادة شخص اخر يحمل تشوها تصبح اعلى من النسبة المذكورة، هنالك مسبب اخر هو التشوه في الكروموزمات التي تحمل العوامل الوراثية، ربما يكون السبب استعمال الام ادوية معينة، او تعرضها للاشعة خلال بعض الفحوصات ولم تبلغ الطبيب انها حامل هنالك سبب اخر قد يكون ناجما عن مرض الأم خلال فترة الحمل قد يؤثر على تطور اعضاء الجنين كالحصبة او الجدري او اي مرض مزمن كلها قد تؤثر على نمو الجنين.
كيف يجب على العائلات ان تتصرف في حال ولادة طفل يعاني من تشوه في القلب او الاعضاء الداخلية؟
د. اياس: ولادة مولود من هذا النوع بلا شك يعتبر ازمة في العائلة التي انتظرت طفلا معافى، واحيانا يضطر احد الوالدين الى ترك عمله للتفرغ لعلاج ورعاية هذا المولود، ومن الجانب الاخر فانه في بعض الحالات نطلب من الاهل ان يجروا فحوصات، خاصة اذا كان لدى المولود تضخم في عضلة القلب فيمكن من خلال هذه الفوصات الكشف عن امراض وراثية يعاني منها عدد من افراد العائلة، ونحن نلزم العائلة باجراء الفحوصات والتحاليل كذلك في الحالات التي يكون فيها توسع في شرايين القلب.
هل هنالك تشوهات خلقية صعبة يمكن الشفاء منها بشكل كامل ؟
د. اياس: نعم .. بلا شك كثيرا ما يستمر المولود مع تشوهات خلقية بحياة عادية بعد اجراء سلسلة من العمليات، وقد يعاني في البداية من تأخر بيئي او ذهني بسبب انحسار المرحلة الاولى من حياته بين المستشفى والبيت وعدم المرور بالمراحل الطبيعية للتطور الذهني، ولكنه بعد الشفاء يعود ويلتحق بابناء جيله وتكون حياته طبيعية جدا.
اذا ما قررت عائلة لمولود مصاب بهذا النوع من التشوهات ان تنجب مولودا اخر.. هل هنالك وسائل او سبل وقاية تضمن عدم ولادة طفل آخر مشوّه؟
د. اياس: لا توجد وسائل وقاية لان سبب هذه التشوهات غير معروف، ولكن هنالك فحص يتم اجراؤه بين الاسابيع 23-25 وهو فحص « ايكو» القلب او « اولتراساوند» لقلب الجنين، وفي هذه الحالة يمكن تشخيص اي عاهة في القلب، واذا كان بالامكان معالجتها بعد الولادة ننصح باستمرار الحمل اما اذا كان التشوه خطيرا ويشكل خطرا على حياة المولود فننصح بوقف الحمل، للتخفيف من معاناة الاهل والمولود على السواء.
ما هي نسبة الاولاد الذين يولدون مع عاهات في القلب او الذين يصابون في مراحل متقدمة من عمرهم بامراض قلب، وهل هنالك تفاوت في النسبة بين الوسطين العربي واليهودي؟
د. اياس: هذا سؤال مهم وواسع، نسبة امراض القلب بين المواليد هي 8 لكل الف ولادة يعني تقريبا1% نسبة التشوهات القلبية لدى الاطفال، ولدى العرب واليهود المتدينين تكون النسبة اعلى لانهم كثيرا ما يرفضون اجراء الفحوصات التي ذكرناها، ويرفضون فكرة الاجهاض اذا ما نصحهم الاطباء بضرورة اجرائه لذلك نجد النسبة عند هاتين الفئتين. اعلى بقليل اما بالنسبة للامراض التي تحدث للمولود بعد ولادته فهنالك التهابات فيروسية تصيب عضلة القلب وهنالك حالات تضخم القلب ايضا تظهر بعد الولادة واحيانا بعد سنوات من الولادة وكذلك امراض تصيب الشرايين التاجية وامراض تصيب الصمامات كالالتهابات وغيرها، لذلك فان امراض القلب تزيد عن 1% لدى الاطفال بعد ولادتهم دون فرق بين العرب واليهود الا في حالات وجود هذه الحالات في العائلة ويحدث زواج الاقارب فإن احتمال ظهور هذه الامراض يزداد.
د.اياس قاسم متخصص في موضوع القلب لدى الاطفال