استقبلت مدينة ميلانو حدثاً ذو طابع علمي عالمي شهد حضور الأدمغة الطبية والبحثية القادمة من أكثر من 20 دولة، وكان بينهم مديري قسم طب الأوعية القلبية (Division of Cardiovascular Medicine) من جامعة "فاندربيلت" (Vanderbilt) بمدينة ناشفيل-تينيسي، الذي يعتبر المعقل الدولي لعلوم طب القلب، وذلك لتأسيس فرع جديد من هذه العلوم، أطلق عليه اسم "كارديونكولوجي" (Cardioncology). يتطرق الفرع الجديد الى حماية قلب أولئك الذين ينبغي عليهم الخضوع لعلاج ما، مضاد للسرطان، وأولئك الذين سبق لهم أن خضعوا للعلاج.
يذكر أن العديد من العلاجات، المضادة للسرطان، وجزء من البروتوكولات المتعلقة بالعلاج بالأشعة، جلبت معها تداعيات سلبية ثقيلة المعيار على قلب المرضى. ونظراً للزيادة التدريجية في فترة البقاء على قيد الحياة، لديهم، فان حماية عضلة القلب باتت أولوية مطلقة بالنسبة للفرع الجديد. في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، ثمة أكثر من سبعة ملايين، من المرضى السابقين، تعاطوا أدوية سامة على القلب. علاوة على ذلك، فان شيخوخة شعوب العالم تفرض على الأطباء معالجة مسنين مصابين، في أغلب الأوقات، باضطرابات قلبية لا يمكن غض النظر عنها.
بالطبع، سيتميز الفرع الجديد من علوم القلب بقواعد متينة ستقوم جمعية جديدة، تدعى (International Cardioncology Society) وعنوانها الإلكتروني (www.cardioncology.com)، بترويجها عالمياً. وتتمسك هذه القواعد بأهمية البحث وقيادة بحوث معينة في الحالات الطارئة. علاوة على ذلك، سيتم تقديم النصائح الى الأطباء ومنها تلك المتعلقة بتبني السلوك الأفضل أثناء علاج المرضى أم التعامل معهم. نجد بين هذه النصائح اتباع علاجات، متفق عليها مسبقاً، لدى ظهور العلامات الأولى لتسمم القلب لدى أولئك الذين يتعاطون أدوية "الأنتراسيكلين" (Anthracycline) المستعملة عادة لمحاربة عدة أنواع من السرطان. كما يتضمن فرع "كارديونكولوجي" متابعة المرضى عن طريق أحدث التقنيات الطبية والتكنولوجية اللاسلكية.